«حياة كريمة» تنتشل أهالي «السنبلاوين» بالمنيا من الإهمال: أخيرا هنشوف النور

«حياة كريمة» تنتشل أهالي «السنبلاوين» بالمنيا من الإهمال: أخيرا هنشوف النور

قرية صغيرة تقع على بعد 5 كيلو مترات، شرقي مدينة أبوقرقاص، جنوبي محافظة المنيا، احتلت المرتبة السادسة، ضمن القرى الأكثر فقرا على مستوي الجمهورية في تصنيف التنمية البشرية في عام 2006، إذ إن نصف سكان البلدة تقريبا يعملون في الزراعة، في الوقت الذي لا تزيد فيه مساحة الأراضي الواقعة في زمام البلدة عن 20 ألف فدان فقط.

سنوات طويلة من الصبر قضاها الأهالي داخل قرية السنبلاوين، يحلمون بحياة كريمة، إلى ان جاءت مبادرة الرئيس التي حملت الاسم نفسه، بتطوير الريف المصري، لتجدد الأمل لديهم، خاصة وأن القرية محرومة من جميع الخدمات، فحتى أطفالها يواجهون المشقة أثناء الذهاب لأقرب قرية مجاوره لتلقي تعليمهم في المدرسة.

«مفهاش خدمات خالص» يقول هاني أحمد حسن، 39 عاما، موظف، من أبناء السنبلاوين، شارحا أنه منذ طفولته وهو يشعر بالحرمان من أبسط الخدمات إذ كان يقطع نحو 2 كيلو متر سيرا على الأقدام يوميا للوصول إلى أقرب مدرسة تقع بقرية منشأة دعبس المجاورة.

كانت تلك الرحلة التي بدأ يقطعها وهو في عمر الـ7 سنوات، ثقيلة على قلبه، وكان يأمل في كل عام أن يتم إنشاء مدرسة داخل قريته، حتى تنتهي تلك المعاناة لكن هذا الحلم لم يتحقق حتى انتهاء تعليمه.

يقول «هاني»، إن أجيالا متعاقبة عاشت معاناة كبيرة وتعودت على تلك المشقة: «مشفقين على أبنائنا اللي بيواجهوا نفس المعاناة حتى يومنا هذا، ونشعر بخيبة أمل حينما يوجهون لنا الأسئلة المعتادة، التي تدور حول أسباب انعدام الخدمات بالقرية».

لكن حينما دشن الرئيس السيسي مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، واختيرت القرية بالمبادرة ضمن 47 قرية أخرى مركز أبوقرقاص، فقد مثل هذا اليوم عيدا وميلادا جديدا لأبناء القرية المحرومة من الخدمات.

ويمسك بطرف الحديث، ربيع عثمان سيد، 70 عاما، خفير نظامي بالمعاش، قائلا إنه عاش 7 عقود من عمره يحلم بأن يرى قريته تعيش «حياة كريمة»، موضحا «قرية السنبلاوين من أفقر القرى على مستوى المحافظة، وتعداد سكانها يزيد على 6 آلاف نسمة، يعيشون بدون وحدة صحية أو مدرسة أو مركز شباب أو مكتب بريد، كما تضم محول كهربائي واحد يوزع التيار علي القرية، وفي الصيف نعاني يوميا من الانقطاع المتكرر للكهرباء، إضافة لوجود أسلاك ضغط عالي تمر أعلي أسطح المنازل وتهدد حياتنا».

ويضيف قائلا: «معظم أهالي السنبلاوين عمال يومية، يعيشون في منازل متواضعة مبنية بالطوب اللبن بيعتمدوا على العمالة الموسمية في مهن مختلفة وغير منتظمة مثل السباكة والمحارة وورش الميكانيكا وعمال زراعيين، أو تباعين على السيارات الأجرة».

المرضي كانوا يواجهون مشقة أثناء الذهاب للوحدة الصحية بقرية منشأة دعبس التي تبعد عن السنبلاوين نحو 2 كيلومتر، وهي عبارة عن مبنى صغير لا توجد به أجهزة طبية حديثة أو أدوية كافية، وأقرب وحدة صحية لديها إمكانيات تقع بمنطقة الفكرية بمدينة أبو قرقاص.