«فايز»: حياة كريمة وفرت لنا حماية من لدغات الثعابين والعقارب

«فايز»: حياة كريمة وفرت لنا حماية من لدغات الثعابين والعقارب

بيتٌ بسيط، تزين بألوان جديدة دلت على استفادته من مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، خلا تقريبًا من الأثاث، فقط أريكة خشبية متهالكة فى مدخل البيت، وسرير حديدى صغير فى إحدى غرفه، تقطنه أسرة صغيرة مكونة من 4 أفراد، لم تفارق الابتسامة وجوههم، فرحين بما هم فيه، فهو أفضل كثيرًا مما كانوا عليه رغم ضيق الحال، حسب تعبيرهم.

أحمد فايز، رب هذه الأسرة، مزارع من أهالى نجع التل التابع لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، يعمل باليومية ويبلغ من العمر 33 عامًا، يقول إن عيشته قبل «تسقيف» منزله كانت صعبة، فكان يعانى وأطفاله أشد المعاناة لعدم وجود سقف يحميهم من أي شىء قد يضرهم، وعلى رأس هذه الأشياء العقارب والثعابين: «أنا كنت عايش عيشة ما يعلم بيها إلا ربنا، كنت أبقى قاعد مع عيالى وألاقى الثعابين نازلة علينا من السقف، لدرجة إنى فى مرة نزل عليا 3 ثعابين مرة واحدة».

خوف «أحمد» كان مضاعفًا على أطفاله، ما جعله يتنازل عن أثاث منزله من أجل محاولة عمل سقف، إلا أنها كانت محاولات بائسة لم تُجدِ نفعًا: «أنا خوفى كله كان على عيالى، ولو كنت نمت نُص الليل يبقى كده نمت، بحكم البلاوى اللي حواليا، لدرجة إنه كان عندى دولاب وسرير فكيتهم وعملتهم سقف ونمنا على الأرض علشان نمنع أذى الثعابين عننا بس برضو كانت موجودة».

استفادة «أحمد» من مبادرة حياة كريمة بـ«سقف» وتشطيب لمنزله الصغير، أمر يقدّره كثيرًا ويمتن لكل من ساعد فى ذلك، على حد تعبيره، إلا أنه ما زال فى حاجة إلى بعض الأمور البسيطة: «نفسنا بس فى دولاب، وسرير ننام عليهم بدل اللى كسّرناهم علشان نعمل بيهم سقف البيت».

صباح خليل، زوجة «أحمد» البالغة من العمر 26 عامًا، لم تختفِ عنها ملامح الفرحة ببيتها الجديد الذي مر عام على تطويره، إلا أنها تأمل فى مستقبل أفضل لأطفالها، ما جعلها تطلب لهم المزيد: «أنا جوزي على قد الحال ومفيش دخل، وعندي بنتين، واحدة 9 سنين والثانية 7 سنين، الاتنين ماراحوش المدرسة من قلة حيلتنا لأننا مش قادرين، لأن المدارس بعيدة عننا وحتى مواصلاتها مش قادرين عليها».

تشكر «صباح» القائمين على مبادرة «حياة كريمة»، لما قدموه لها ولأسرتها من تسقيف المنزل وتشطيبه، الأمر الذى منع زحف الثعابين والعقارب إليهم، لتضيف قائلة: «كتّر خيرهم على الحالة اللى وصلونا ليها، بس إحنا دلوقتى بننام على الأرض وبناتى نايمين على سرير حديد أخدناه من واحدة جارتنا، ونفسنا فى فرش للبيت أو معاش «تكافل وكرامة» يساعد معانا فى المعيشة».

مبادرة حياة كريمة، كانت بمثابة الحلم الذى تحقّق على أرض الواقع ورفع معنويات تلك الفئات التى ظلت لسنوات مهمّشة دون أن تحصل على أدنى حقوق لها فى حياة كريمة، إلى أن جاءت المبادرة ومكّنت تلك الفئات من الحلم، وهم على يقين دائم بأن الحلم يمكن أن يتحقق بالفعل.